عصر ما قبل الاسرات ( 4400 - 3000 ) ق.م
نقادة
نقادة هي مدينة ومركز بمحافظة قنا.تقع على شاطئ الغربي للنيل على خط عرض 54° 25َ شمالا وعلى خط °32 َ43 شرقا وتطل على نهر النيل.
تبعد نقادة عن مدينة قنا 31 كم جنوباً وعن الأقصر 25 كم شمالاً.
على الجهة المقابلة لها من الضفة الشرقية للنيل إلى الشمال منها تقع مدينة قوص. وتبعد عن القاهرة 640 كيلومتر جنوباً.
وتشتهر نقادة بصناعة الفركا وهي من المنسوجات اليدوية التي كانت تصدر إلى السودان وتستخدم في بعض العادات المتوارثة لديهم في الولادة والزواج.
ويوجد في السودان جالية قبطية ينحدر جزء كبير منها من نقادة.
كما يعرف أن لمدينة نقادة حضارة فرعونية من 4400 ق.م إلى 3000 ق.م وتلت حضارة البداري وقد قسمها العلماء إلى ثلاثة حضارات تمتد عبر نحو 1400 سنة وهم حضارة نقادة الأولى وحضارة نقادة الثانية و حضارة نقادة الثالثة.
البداري
ازدهرت هذه الحضارة في فترة ما بين 4500 ق.م إلى 3800 ق.م.[2].
وأهم ما يميز البداريون أنهم كانوا يؤمنون بالبعث (الحياة الثانية بعد الموت) حيث وجد في مقابر الموتى بعض الفخار والأدوات
وحيوانات محنطة. وكانوا يلفون موتاهم بالحصير ويدفنونهم مع حيواناتهم المحببة أو بعض التماثيل للحيوان.
وكانوا يضعون المتوفي في حصيرة ثم يدفنوه في حفرة ورؤسهم متجهة نحو الجنوب وناظرين نحو الغرب.
كما تميزت هذه الحضارة بوجود طبقات اجتماعية وتم الاستدلال على ذلك من خلال دفن أفراد المجتمع البداري من الأغنياء في جزء آخر من ساحات المقابر. ولم تقتصر حضارة البداري على صعيد مصر فقط بل امتدت إلى جنوب وغرب أفريقيا.
نقادة الاولي او العمرة ( 3900 - 3650 ) ق.م
حضارة نقادة الاولي (3900 - 3650) ق.م : وقد وجدت آثار هذه الحضارة في أكثر من موقع ابتداء من مصر الوسطى وحتى الشلال الأول، وهي ترتبط حضاريا بحضارة العَمرة (جنوب شرق العرابة المدفونة بمركز البلينا بمحافظة سوهاج الحالية).
فقد تميزت بوجود صلات تجارية مع الواحة الخارجة غربا والبحر الأحمر شرقا ووصلت إلى الجندل الأول في الجنوب.
كانت نقادة جبانة لاحدى المدن المصرية الهامة وهي مدينة "نوبت" (قرية طوخ التابعة لمركز نقادة محافظة قنا حاليا) والتي كانت مركزا لعبادة الإله ست.
عثر في جبانة نقادة على بعض الدبابيس وأدوات أخرى صغيرة مصنوعة من النحاس، أما عن مساكنهم فقد كانت بسيطة تشيد من اغصان الأشجار التي تكسى بالطين.
أما مقابرهم فقد كانت عبارة عن حفرة بيضاوية قليلة العمق، وكان المتوفي يدفن في وضع القرفصاء ويلف أحيانا بجلد ماعز. وشهدت حضارة نقاده الاولي تحسن صناعة الأدوات الحجرية وتطور تقنيات حرق الفخار.
يتميز ففخار نقادة الأولى باحمراره كما كانت عليه نقوش في اشكال هندسية.
مع تطور نقادة إلى حضارة نقادة الثانية نحو 3500 ق.م تقدم تصنيع الأواني الحجرية وأتقنت صناعة الفخار كما بدأ المصريون القدماء يزينون القوارير الفخارية برسم الإنسان والحيوان والنباتات.
نقادة الثانية ( 3650 - 3300 ) ق.م
تعد حضارة نقادة الثانية اوسع انتشارا وتقدما من الحضارة السابقة وقد وجدت اثار تدل عليها في نقادة نفسها ، وفي مواقع أخرى في الشمال ( في طرخان ، جرزة ، وابوصير الملق ) ، وفي الجنوب ( في بلاد النوبة ) في وادي السبوع ، عمدا، عنيبة. قادت نقادة الثانية إلى وحدة البلاد بعد ذلك في العصور التاريخية حيث نجد تعميقا للصلات التجارية السابقة ، وكذلك بعض المناوشات بين الجنوب والشمال وقد ظهرت في هذه الفترة أول ارهاصات للرسوم الجدارية في الكوم الأحمر قرب مدينة إدفو نحو عام 3500 ق.م
وظهر الفخار الملون برسوم مراكب واشكال الإنسان والحيوان والطير.
تميزت حضارة نقادة الثانية أنها أرست قواعد الحضارة الزراعية وبأنها خطت خطوات واسعة في الصناعات الحجرية والمعدنية، وتوسعت في استخدام النحاس في صناعة الأدوات.
كما استخدمت بعض الخامات غير المحلية مثل اللازورد ، وهذا يدل على وجود صلات تجارية مع آسيا حيث يوجد اللازورد في البلدان الحالية إيران وأفغانستان.
كان استخدام اللازورد في هذه الحقبة السحيقة كما وجدت حضارة سميت باسم حضارة العَمرة ولكن اتضح أنها نفسها حضارة نقادة الأولى.
كما ظهرت حضارة الجرزة التي أتضح أنها امتداد لحضارة نقادة الثانية ، وتطورت المساكن قياسا بمساكن أهل نقادة الأولى، وكانت مستطيلة وتبنى من الطوب اللبن.
الدفن :
أتبعت جبانات نقادة الثانية التقاليد السائدة فيما قبل الاسرات من دفن الموتى في الهيئة المثنية حضارة نقادة الثانية (3650 - 3300 ) ق.م
اما عن المقابر فقد بدت هي الأخرى أكثر تطورا عن ذى قبل حيث جرى تحديد جوانب الحفرة وتقويتها بتكسيتها بالطمى أو البوص والحصير.
عرفوا الطوب اللبن فبدؤا يدعمون به جدران القبور ولم يقتصر الأمر في بعض المقابر على حجرة الدفن، وانما الحقت في بعض الأحيان بحجرة صغيرة كانت مخصصة لحفظ الأواني والاثاث الجنزي. إتبعت جبانات نقادة الثانية التقاليد السائدة في حقبة ما قبل الأسرات الملكية من دفن الموتى في الهيئة المثنية، وكانوا يضعون مع الميت في قبره الطعام والشراب والمتاع.
نقادة الثالثة ( 3300 - 3050 ) ق.م
تختلف تلك الحقبة عما قبلها في طريقة تجهيز الموتى وعلي الأخص أفراد الطبقة العليا.
زاد عدد غرف القبر إلى غرفتين وكانت توضع بهما الجثة المحنطة للشخص ويوضع معه طعاما وشرابا وبعض الأثاث.
استخدم النحاس على مجال واسع كما أتقنت الصناعات الفخارية، وكانت زخرفتها بأشكال الإنسان والحيوان والنباتات، كما شكلت القوارب أيضا نماذجا لتزيين القوارير. خلال تلك الفترة نهضت مدينة بوتو في الشمال، كما عمّر المصرييون القدماء منطقة " منشية أبو عمر ".
الفن والخزف :
كذلك زاد استخدام النحاس.
والمتتبع لتك الحضارات يلاحظ تطورا سريعا بين تلك الاحقاب حيث اشتهرت حضارة نقادة بالتقدم الاقتصادي والصناعي والفني والتكوين الاجتماعي والسياسي السريع مما أدى إلى نشأة إمارات كبيرة متقدمة في مصر القديمة وتكللت تلك الحضارة بتكوين الوحدة بين شمال مصر وجنوبها مع بدء حكم الأسرة الأولى.
0 تعليقات